الحمدُ لله الذي دبّر هذا الكون بحكمته ، ووسعت خلقه رحمته ،
الحاكم بين عباده ، الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لهم ،
أن علم الله تعالى لا يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان .
أما علمنا فيكون من بعد جهل ثمّ يُعلمنا الله ويعتري هذا العلم نسيان
فإن الله ....." عليم " .
والرزَّاق كما تعلمون صيغة مبالغة، وإذا جاء اسم الله عزَّ وجل بصيغة
المبالغة فمعنى أنه يرزق العباد جميعاً مهما كثر عددهم ويرزق الواحد منهم
رزقاً وفيراً لا حدود له، إما على مستوى مجموع المرزوقين، وإما على مستوى
كمية الرزق، لذلك لم تأت الرازق بل أتت الرزَّاق، لأنه يرزق كل العباد
ويرزق العبد الواحد كل شيء، إذا أعطى أدهش.
الأول : الرزق العام .
الثاني : الرزق الخاص .
: رِزق القلوب بالعلم والإيمان وحقائق ذلك .
: ورزق البدن : بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه .
إن أحسنت فمن الله ، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان .
وأحاط بِكُل شيء علمه ، اللهمّ افتح علينا فتوح العارفين بحكمتك
وانشر علينا خزائن رحمتك 
️
.
بسم الله نُكمل مسيرنا مع أسماء الله
ونبدأ بثلاث أسماء .
" الفتّاح ، العَليم ، الرزّاق "
نبدأ باسم الله { الفتّاح }
ورد في القرآن مرة واحده في قوله :-
﴿ قُل يَجْمعُ بَيننَا رَبُّنا ثُمَ يَفتحُ بَيننَا بِالحقِّ وَهُوَ الفتَّاحُ العَلِيمُ ﴾
ومعناه 
ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم .
قال بعض العلماء : " الفتّاح الذي فتح قلوب المؤمنين بمعرفته،
وفتح على العاصين أبواب مغفرته، فإن كان عاصيًا فالله
- عز وجلّ - يفتح لَهُ باب المغفرة ، وإن كان مؤمنًا يفتح الله
لَهُ باب معرفته "
نأخذ نماذج من اسمه الفتّاح
🔺نوح عليه السلام ، عُمِّر طويلًا مكث في الدعوة ألف سنة
إلا خمسين عامًا ، لقي عناد من أهل الكفر ، ثم نادى الفتّاح
بقوله تعالى : { قَال ربِّ إِن قَومِي كذّبُون،
فافتحْ بَينِي وَبينَهُم فَتحًا ونجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ المؤْمِنين}
فستجاب الله له لأنه هو " الفتّاح سُبحانه "
🔺شعيب عليه السلام ، أنكر على قومه الشرك بالله ، ثم لجأ إلى
الفتّاح بقوله ( رَبَّنا افْتَح بَيننَا وَبينَ قَومِنَا بِالحقِّ وَأَنتَ خَيرُ الفَاتِحين )
فستجاب الله له وأهلك الذين لم يؤمنوا معه
شاهدي معنا هذا المقطع :
دائمًا عندما تُغلق أمامك الأبواب نادي باسمه ( يافتّاح ) .
سترين فتحًا مُختلفًا ...
لأنّه من عند الفتّاح - سبحانه-
يفتح الله عليكِ بحسب تقواكِ له سُبحانه ،
بحسبِ إخلاصك بحسبِ نيتك 
منّا من فتح الله عليها بالحكمة ، ومنّا من فتح
عليها بالعلم والبصيرة وغيرها ، كُلُ ذلك بتوفيق الله
وفتحه على عباده 
.
قال القرطبي " وهذا الفتح والشرح ليس له حدّ،
وقد أخذ كل مؤمن منه بحظ ، ففاز منه الأنبياء بالقسم
الأعلى ، ثم بعدهم الأولياء ، ثم العلماء ، ثم عوام المؤمنين ،
ولم يُخَيّب الله منه سوى الكافرين "
بابُ التوبة مفتوح ، والله هو الفتّاح :"""()
يفتح مغاليق قلبكِ وعقلك
يفتح عليك أبواب الرزق والرحمة
يفتح لكِ التوفيق والعمل الصالح .
الله يفتح على قلوبنا وينوّر بصائرنا .
-
نكمّل اسم الله [ العليم ] ️
ومعناه :-
الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن ، والإسرار والإعلان
فلا يخفى عليه شيء من الأشياء ، يعلمُ ما كان وما يكون
سُبحانه - جلّ وعلا -
ذُكر في القرآن " ١٥٧ " مرة .
منها قوله تعالى ( إنَّ الله وَاسعٌ عليم ) 
الفرق بين علم الله تعالى وبين علمنا
والدليل ؛ عندما سأل فرعون موسى {قَالَ فَما بَالُ القُرُونِ الأُولىٰ ،
قَالَ عِلمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُ رَبِّي وَلا يَنسَى}
والدليل {عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لمْ يَعلَم}
هو العليمُ أحاط علمًا بالذي
في الكون من سرٍّ وَمِنْ إعلانِ
وبكلِ شَيءٍ علمُه سبحانه
قاصي الأمور لديّه مثل الداني
لا جهلَ يسبِقُ علمه ولا ..
ينسى كما الأنسان ذو النسيان .
عليم بنا وبأحوالنا وبما يناسبنا ..
يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل
فهو إنما حرم علينا الخبائث لعلمه بضررها علينا ،
واباح لنا الطيبات لعلمه بنفعها لنا .️
-
بقي اسم الله ( الرزّاق )
ومعناه
المتكفل بالرزق العام لجميع الخلائق ، وبرزق خاص بعباده
المؤمنين ، والرزّاق يدل على كثرة رزقه لخلقه ️
ورد في القرآن مرة واحدة .
( إنَّ الله هُوَ الرّزّاقُ ذُو القوّةِ المتين )
قسّم ابن القيّم الرِزق إلى قسمين :
هو ما يُوصله لجميع المخلوقات مما تحتاجه في معاشِها وقِيامها .
وهذا عامٌ للمسلم والكافر ولكل المخلوقات ...
وهو الرزق النافع المُستمر نفعه في الدُنيا والآخرة على يد رسول الله .
- وهو للمؤمنين -
وهو نوعان :
هذا وصلّى الله وسلّم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق