﷽ الواحدُ الأحد الفردُ الصمد الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن لهُ كفوًا أحد 
اللهم ياجليل أفتح لنا مغاليق قلوبنا وأجعلنا ممن يعرفك حق معرفة ويخشاك حق خشية 
بإذن الله درسنا عن اسم الله :
" الجليل - الواحد - الأحد " 
الجليل 
تخيل هذا المشهد 
إذا قضى الله عز وجل في السموات ضربت الملائكة بأجنحتها على الأرض خضعانًا لقوله سبحانه كأن الصوت سلسلة على صفوان [ على صخر أملس] ثم قال تعالى : ﴿ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾
فُزَّع : زال الفزع *
^ اسم الله الجليل يدل على هذه العظمة سبحانه :" 
يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-عن مشهد آخر
أقشعرت الجبال 
وما فيها من أشجار
والبحار وما فيها من حيتان 
وفزعت السموات والأرض، إلا الثقلين وكادت أنّ تزول
وغضبت الملائكة ، وسعرت جهنم 
^ كُل هذا لما ؟!
كل هذا لأنهم اتخذوا لله الولد 
﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) ﴾
^ مجرد هذه الكلمة ضج الكون كله
إنه الجليل ﷻ
نوح عليه السلام لما كفر به قومه وعبدوا من دون الله أوثانًا ماذا قال لهم ؟!
^ الإجابة بالقرآن :""
﴿ مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ !
^ مالكم لا تقدرون الله حق قدره :""
إنهُ الجليل كيف يعبد سواه ؟!
إنهُ الجليل كيف يُشركُ به ؟!
إنهُ الجليل ﷻ كيف يعصى ؟!
أرأيت خلق منظر السموات هذا المنظر العظيم كان بداية خلقه دخانًا بدأه الله دخانًا ثم أحكم بناءهُ ثم استوى إلى السماء وهي دخان ﴿ ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ﴾
^ استشعروا جميعًا الآية :""
السماء تأتمر بأمره فتأتِ طائعة !
الأرض تأتمر بأمره فتأتِ طائعة !
كيف بمخلوق ضعيف عند خلق السموات والأرض؟!
^ ولا شيء أصلًا
يأمره الله إنّ يأتي للمسجد فلا يذهب طائعًا !
يأمره الله أنّ يحج مرةً في العمر فلا يذهب طائعًا !
يأمره أنّ يذهب لذاك المكان ليساعد مسكينًا فلا يذهب طائعًا ! ):
تخيلوا رب البشر يأمرنا فنأبى ! :"""
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
^ والله ماقدر اسم الله الجليل من بات يعصيه واستمر على عصيانه أنه العظيم الذي إذا قضى أمرًا قال لهُ كُن فيكون سُبحانه ﷻ :"
الواحد الأحد 
الواحد
المتفرد ذاتاً وصفات وأفعالاً بالألوهية والربوبية
كم مرةً ورد اسم الله الواحد ؟
في اثنين وعشرين موضعًا ..
﴿ وإلهكم إلهٌ واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ﴾
الأحد
نفي الأشباه والأمثال عنه
كم مرةً ورد اسم الله الأحد ؟
مرةً واحدة في سورة الإخلاص
وقد ورد أيضاً في السنة الشريفة الصحيحة، فعن ابن ماجة، أخرج ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول:(( اللَّهمَّ إِني أسألُكَ بأني أَشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُوا أحَدٌ، فقال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده لقد سأل اللهَ باسمه الأَعظَمِ، الذي إِذا دُعِيَ به أجابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى ))
كان المشركون في مكة يعبدون أصنامًا بلغت الأصنام حول الكعبة ٣٦٠ صنمًا كلها تُعبد من دون الله عز وجل
فبدأ النبي ﷺ دعوته جاءهُ المشركون يومًا فقالوا له يا محمد صف لنا ربك يامحمد من هو ربك الذي تريدنا أنّ نعبده ؟ !
فقال الله عز وجل : ﴿ قل هو الله أحد (١) اللهُ الصمد (٢) الذي لم يلد ولم يولد (٣) ولم يكن لهُ كفوًا أحد (٤) ﴾
الله ربي أحد وهو واحد ، يا قومي تعبدون من ؟! هؤلاء شفعاءنا عند الله و بدأوا يغضبون ويصدون الناس عن سماع النبي ﷺ وقال منهم :
﴿ أجعل الألهة إلهًا واحدًا إنّ هذا لشيءٌ عُجاب ﴾ !
^ يعجبون من الحق :"
الحمدلله على نعمة الهداية 
تخيلوا معي
الخالق واحد ، الرازق واحد ، المدبر واحد ، المالك واحد ، المتصرف واحد
فما نعبد من دونه !؟
﴿ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾
واحدٌ في ألوهيته ، فلا يستحق أحدٌ العبادة غيرهُ جل جلاله
﴿ قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ﴾
^ لا أحد يستحق ركوعًا ولا سجودًا ولا استغاثةً ولا نذرًا ولا دعاءً ولا ذبحًا إلا هو ﷻ لا مثيل له لا ند له لا شبيه له .
﴿ قُل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك لهُ وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين ﴾
قال الشيخ السعدي في معنى هذين الاسمين
( الواحد ، الأحد )
وهو الذي توحد بجميع الكمالات ، بحيث لا يُشاركه فيها مشارك ،ويجب على العبيد توحيده عقدًا وقولًا وعملًا ، بأن يعترفوا بكماله المطلق ، وتفرده بالوحدانية ، ويفردوه بأنواع العبادة "
^ لا حظوا معي قول عقدًا وقولًا وعملًا
عقدًا بالاعتقد
وقولًا باللسان
وعملًا بالجوارح
﴿ ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرًا ﴾
شهادة التوحيد هي أعظم شهادك على وحدانيته سبحانه
الأثر التربوي لمعنى اسم الله الواحد الأحد : 
* أقرأيه بتمعن *
أنّ معرفة اسم الله الواحد الأحد له مضمونٌ تربوي يتمثل في تربية النفس البشرية على إفراد الله تعالى بالعبودية ، وربطها بالخالق المعبود ﷻ ، وفي ذلك تحريرٌ لها من النزعات ، وتحديد للهدف أو الغاية من حياة الإنسان ، وتربيته التربية الإسلامية التي تسعى إلى تحقيق هدفها المتمثل في تحقيق معنى العبودية الخالصة لله تعالى وحده لا شريك له ، عملًا بقوله سبحانه وتعالى : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ وحينها لا يكون للشيطان سبيلًا إلينا ، ولا لأعوانه من شياطين الإنس مجالًا علينا. وهذا من شأنه أنّ يورثنا عزًا وجاهًا في الحال ، وجنة عدنٍ في المآل .
لأنك إذا عبدت الله وعلمت وحدانيته أورثك عز وجاه في الدنيا وجنة عدن في الآخرة.
هذا وصلّ الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سُبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .. 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق