الحمدلله رب العالمين:"
والصلاه والسلام على خير الخلق اجمعين ..
محمد عليه وعلى آله اتم الصلاة والتسليم ️️️
نبدأ باسم الله : الحكيم ، الحكم
ما من شيء وقع في الكون إلا أراده الله:"
وإذا أراد الله شيئاً وقع وليسَ في الكون مسيطر إلا الله
إذ ليس في الكون إلا يدٌ واحدة هي المسيطرة وهي الحكيمة وهي القديرة :"
ترفع وتخفض ،
و تُعطي وتمنع ،
وتُعز وتُذل ،
و تَبسُط تقبض :""
سُبحانه.
والمراد بالحكيم :
أي في أفعاله وأقواله وقدره، فيضع الأشياء في محالها بحكمته وعدله .
قال بعضهم:
ذكر الحكيم في أكثر من تسعين مرة !
اقترن في أكثرها بالعزيز والعليم , مما يدل على أن حكمته صادرة عن عزة وعلم ..
قال تعالى: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ .
وقال تعالى: ﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ .
لكل اسم من اسماء الله اثر علينا في حياتنا
اثر اسم الله الحكيم لامسك في كل تفاصيل حياتك :"""
الكبير منها والصغير
من الآثار :
- أن الأحكام الشرعية في الإسلام من لدن حكيم خبير :""
وما جاءت إلا لإسعاد البشرية، فليس هناك أعدل من الله في حكمه لمن عقل عن الله شرعه وآمن به وأيقن وعلم أن الله أحكم الحاكمين ..
قال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾ .
- أن الله حكيم في أقداره :"
فما يقدره الله تعالى على العباد من خير أو شر إنما هو لحكمة بالغة، وتدبير حكيم .
قال تعالى: ﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾ .
قال ابن القيم - رحمه الله - وهو يتحدث عن الحكمة:
( وله سبحانه الحكمة البالغة في كل ما قدره وقضاه من خير و شر، وطاعة ومعصية، وحكمة بالغة تعجز العقول عن الإحاطة بكنهها، وتكل الألسن عن التعبير عنها ) .
- اسم الله الحكيم :"
اكثر ما يواسي قلوبنا الضعيفه في حزنها:""
وفي شدتها اذا ضاق بها السبيل.
يؤتي الحكمة من يشاء
قال تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ ️️
وتنوعت عبارات المفسرين في المراد بالحكمة :"
وقد اختصرها بعضهم بقوله:
"يؤتي الله إصابة الصواب في القول والفعل من يشاء، ومن يؤته الله ذلك فقد آتاه خيرًا كثيرًا"
" الله سبحانه ,
حكيم في قدره وشرعه،
وحكم في خلقه وتدبيره
* خلق الله - سبحانه وتعالى - محكم، لا خلل فيه ولا قصور!
قال تعالى: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ .
في مسأله مهمه
كراهة التكني بأبي الحكم .
روى أبو داود في سننه من حديث هانئ بن يزيد:
أنه لما وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم !
فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنّيت بأبي الحكم؟".
فقال : إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أحسن هذا!، فما لك من الولد؟"
قال: لي شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: "فمن أكبرهم؟" قلت: شريح. قال: "فأنت أبو شريح" .
----
ودائماً تفكر في اتقان هذا الكون:"
فحكمة الله تراها في كل حالك
أرزاقٌ مكفولة،
وأعمال مقدرة،
وخلائق مختلفة،
وكون محكم لا يختل لحظة واحدة!
شمس وقمر، نجوم وجبال :"
لو طال خروج الشمس لهلك العباد ولو تأخر القمر على الناس لهلكوا :"
قال تعالى : ، (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
اسم الله : البصير
قال ابنُ كثير:
"والله بصير بالعباد؛ أي: هو عليم بمَن يستحقّ الهداية ممَّن يستحقّ الضلالة، وهو الَّذي لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون؛ وما ذاك إلاَّ لحكمته ورحمته "
وإن سألت عن بصَره :""
فهو البصير - جلَّ جلالُه - الَّذي قد كمل في بصره،
أحاط بصرُه بجميع المبْصَرات في أقطار الأرض والسَّموات :"️️️
حتَّى أخفى ما يكون فيها
فيرى دبيبَ النَّملة السَّوداء
على الصَّخرة الصمَّاء في اللَّيلة الظَّلماء
وجَميع أعضائها الباطنة والظَّاهرة
وسريان القوت في أعضائِها الدَّقيقة،
ويرى سرَيان المياه
في أغصان الأشْجار وعروقِها
وجميع النَّباتات على اختلاف أنواعها وصِغَرها ودقَّتها،
اثار العلم بهذا الاسم:
اسم الله البصير ،
- من الاسماء التي تدل على اسم وصفه .
وصفة البصر من صفات الكمال كصفة السَّمع، فالمتَّصف بهما أكمل ممَّن لا يتَّصف بذلك؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ !
سؤال ️️️
اذا علمنا ان الله البصير ،
هالامر يحملنا على ماذا؟
:
إذا علِمْنا أنَّ الله بصيرٌ :"" ️
حملَنا ذلك على حِفْظ الجوارح وخطرات القلوب عن كلِّ ما لا يُرْضِي الله،:"
وحملَنا أيضًا على خشْيته في السِّرِّ والعلانية،
في الغَيب والشهادة؛ لأنَّه يرانا على كلِّ حال!
فكيف نَعْصيه مع عِلْمنا باطِّلاعه عليْنا؟!
قال تعالى: ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ .
تمعّن في عُمق هذه الابيات :"""""
يا من يرى مد البعوض جناحها
في ظلمة الليل البهيم الأليل
و يرى مناط عروقها في نحرها
والمخ من تلك العظام النحل
و يرى خرير الدم في أوداجها
متنقلا من مفصل في مفصل
و يرى وصول غذى الجنين ببطنها
في ظلمة الأحشا بغير تمقل
و يرى مكان الوطء من أقدامها
في سيرها و حثيثها المستعجل
و يرى و يسمع حس ما هو دونها
في قاع بحر مظلم متهول
أمنن علي بتوبة تمحوا بها ما
كان مني في الزمان الأول
و اخيرًا :
اسم الله : السميع
السميع:
وسمْعُه تعالى نوعان:
الأوَّل:
سمْعُه لجميع الأصْوات الظَّاهرة والباطنة، الخفيَّة والجليَّة، وإحاطته التَّامَّة بها.
الثَّاني:
سمع الإجابة منْه للسَّائلين والدَّاعين والعابِدين، فيُجيبُهم ويُثيبهم، ومنه قوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ ؛
ومنه قول المصلّي:
"سمع الله لِمَن حمِده"؛
أي: أجاب الله حمْد مَن حمِدَه .
من الآثار في معرفتنا هذا الاسم
إثبات صفة السَّمع له - سبحانه - كما وصف الله نفسَه بذلك .
قال تعالى: ﴿ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ .
وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ .
--
وأيضاً :""" ️
أنَّ سمع الله ليس كسمْع أحدٍ من خلْقِه!
فإنَّ الخلق وإنْ وُصفوا بالسَّمع والبصر كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾
لكن سمع الله مختلف سمع يليق بجلاله .
فإذا علِم العبد أنَّ ربَّه يسمع كلَّ شيءلا تَخفى عليه خافية ،
فيسمع حركاتِه وسكَناتِه،
حمَله ذلك الاعتِقادُ على المراقبة لله - سبحانه - في جَميع الأحوال .
وفي جميع الأمكِنة والأزمِنة، فيُمسك عن كلِّ قولٍ لا يُرْضي ربَّه، ويَحفظ لسانه فلا يتكلَّم إلاَّ بِخير.
قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾
إنَّ الله هو السَّميع الَّذي يسمع المناجاة :""""
ويُجيب الدُّعاء عند الاضطِرار
ويكْشِف السُّوء، ويقبل الطَّاعة، وقد دعا الأنبِياء والصَّالحون بهذا الاسم؛ ليقبل منهم طاعتهم، ويستجيب لدعائهم ..
فإبراهيم وإسماعيل قالا:
﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ .
ودعا زكريا أن يرزُقَه الله ذرّيَّة صالحة:
﴿ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، فاستجاب الله دعاءه،
ودعا يوسف - عليه السَّلام - أن يصرف عنه كيْدَ السُّوء؛
﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ .
نسأل الله ان ينفع بنا وبكُم الاسلام والمسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق