الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير الخلق نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
استكمالاً لما بدأنا به ,
نبحر الليلة في اسماء الله :
( الحي - القيوم - الولي - المولى ) .
نبدأ بمحطتنا الأولى 
ذُكر إسم الله الحيّ، وإسم الله القيّوم ، في بداية أعظم آية في القرآن
قال ﷻ ﴿ الله لا إله إلا هو " الحي" "القيوم" ﴾ 
الحي .. القيوم 

وردا مجتمعين في ثلاثة مواطن في القرآن
في آية الكرسي :
في فاتحة آل عمران
.وفي سورة طه
لكن لا يلزم أن يُذكر اسم الحي إلا مع القيوم؛
لأن النص ورد به ،قال الله في الفرقان :
﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت ﴾
وقال -جل وعلا- في غافر:
﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾
وهناك آيات أخر تضمنت اسم الحي غير مقترن بالقيوم 

لكن :ما معنى (الحي القيوم )؟
هذان
[كما نعلم ] اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى ،بل قد قال بعض العلماء أو
كثير من العلماء بأن (الحي القيوم ) هو اسم الله الأعظم ،الذي إذا دعي به
أجاب ،وإذا سئل به أعطى

الله أكّبر :"""
ادعو ما شئت،
وأردفي دعواتك بـ ياحيّ ياقيوم 
.
من معاني وآثار إسما الله ( الحيّ و القيوم ) 

أن حياة الله حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال ، حياة كاملة ،منزهة من كل عيب أو نقص . -يا الله- :"""". 

ولا يعتريها السنة ( النعاس ) ولا النوم قال ﷺ : ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام .....)
حياة دائمة لافيها انقطاع و لا زوال لا من قبل ولا من بعد ..
حياة ذاتية لم تأتي من مصدر آخر ،
سُبحانه لا إله إلا هو
نشهد أنّ لا إلا الله وأنّ محمد ابن عبد الله عبدُالله ورسوله 





شاهدوا معي هذا الفديو
https://www.dropbox.com/s/
وقضية
أنّي إذا علمت أن الله (حي ) عظم توكلي عليه ، ولهذا قرن الله بين التوكل
وبين هذا الاسم قال : ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾
لأن توكلكِ على غيره -جل وعلا- قد يموت من توكلت عليه قبل أن يقضي شأنك 
*لا إله إلا هو*
كما
أنكِ إذا علمت أن الله -جل وعلا- غني عنكِ ،وأنكِ أنتِ عظيمة الفقر إلى
الله ، ازداد تضرعكِ ودعاؤكِ وتوسلكِ ولجوؤكِ إلى ربكِ - تبارك وتعالى 


-
محطتنا التالية إسم الله الوليّ .. 
ورد ذكره في القرآن الكريم في آيات كثيرة ،
نأخذ أوضح هذه الآيات 
﴿اللَّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ
يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
-لحظة تأمل عميقة - 
ألا تكفينا هذه الآية أنك إذا آمنت وإذا استقمت يصبح خالق الكون وليك!
خالق السماوات والأرض هل لك خصوم ؟ كلهم بيده، حركتهم وأفكارهم وخططهم وقوتهم وأسلحتهم، كلها بيد الله عز وجل،
فإذا كنت مع الله عز وجل من يستطيع أن يقف في وجهك؟
من يستطيع أن يكيد لك ؟
من يستطيع أن ينال منك؟
من يستطيع أن يقهرك ؟
من يستطيع أن يحيف عليك ؟
ألا تكفينا هذه الآية ؟
والله آية عظيمة عظيمة عظيمة .
مهما اشتد البلاء وعظم ، يبقى الله ﷻ هو الولي،
ألا يكفينا أنّ نتوكل عليه سُبحانه؟
الوليّ ﷻ 
*تابعوا معي هذا المقطع*
من معاني وآثار اسم الله الولي جلّ في عُلاه: 
سُبحانه جلّ ربي في عُلاه، 
الوليّ القريب سُبحانه 
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
يتولّى عباده ويؤيدهم وينصرهم، ويرزقهم ويعطيهم ..
سُبحانه جلّ في علاه 
.
{ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا}
ولنا في قصة يُوسف عليه السلام لعبر ! 
-
محطتنا الثالثة / المولى ﷻ
*
قال تعالى ﷻ ﴿ و إِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْم الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ 
وهى
تصريفه سبحانه وتدبيره لجميع الكائنات ، وتقديره على العباد ما يريد من
خير وشر ونفع وضر ، وإثباتُ معاني الملك كلّها لله ، وأنَّ العباد كلَّهم
طوع تدبيره لا خروج لأحد منهم عن نفوذ مشيئته وشمول قدرته *سُبحانه ﷻ* ،
وهذا
أمر يشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر ، يدل لهذا قول الله تعالى : ﴿
ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ
وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾
*اللهمّ اجعلنا منهم ياكريم




*
وقد
بيّن الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم أنّ هذه الولاية العظيمة لا
تنال إلا بالإيمان الصادق وتقوى الله فى السّر والعلانية والاجتهاد فى
التقرب إلى الله بفرائض الإسلام ورغائب الدِّين كما قال تعالى : ﴿ أَلا
إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾
معاني وآثار اسم المولى ོ
️ 
وأحيانا تشح السماء، فيقيم المسلمون صلاة الاستسقاء، ويلجؤون إلى الله- المولى- جلّ جلاله، فينزل الغيث يروي الأرض والناس والبهائم 

هو من يتولى أمر كل شيء جلّ في عُلاه .
على أعدائهم.
ويجيب الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى عن هذا بقوله:
(والجواب
عن هذا: أنّ معنى كونه مولى الكافرين أنه مالكهم المتصرف فيهم بما شاء،
ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين، أي: ولاية المحبة والتوفيق والنصر،
والعلم عند الله تعالى). 




نختتم بفيديو قصير عن إسم الله المولى ﷻ 

شاهدوا معي
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد () ,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق